الأربعاء، 18 مارس 2009

تبدو الأشياء مختلفة عندما نراها من زاوية جديدة

خلال رحلتي الأخيرة قمت بالتقاط بعض الصور، أرجو أن تعجبكم. قمت بأخذ الصور من زوايا جديدة غير الزوايا العادية، وهنا برز جمالها (طبعاً قد لن تعجب البعض). كانت التساؤل الذي ظهر في بالي، هو لو أننا نظرنا لذات الصور نظرة عادية من أعيننا دون الانحناءات بجسمي للحصول على هذه الصور فلن تكون ممتعة بمقدار ما هي الآن، أما عندما نبذل جهداً لرؤية الأمور بشكل مختلف فهي ستكون ممتعة وتجربة مختلفة تماماً. طبعاً الصور في هذه الحالة هي مجرد مثال على ما أقصد، حاول مثلاً ذات يوم النوم الساعة العاشرة مساءاً (طبعاً النصيحة فقط للذين ينامون بعد منتصف الليل مثلي) واستيقظ في السادسة صباحاً، سترى لون السماء مختلفاً عما اعتدت رؤيته عن الاستيقاظ في الثامنة أو التاسعة. حاول يوماً أن تسير من منزلك إلى العمل طريقاً غير الذي اعتدت عليه، سترى أشياء لم تكن لتراها لو أنك استمريت بسلوك ذات الطريق كل يوم. حاول شيئاً جديداً لن تخسر أي شيء طالما أنه سيؤدي الغرض ذاته، وطالما أن الصورة لن تتغير بل من يدري فربما تصبح الصورة ممتعة أكثر من ذي قبل.



الاثنين، 9 مارس 2009

اقتصاد تحويل الطاقة


اقتصاد الطاقة يقصد به عادة كل ما يتعلق بأمور تنظيم إنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة، ولكني سأستعير هذا المصطلح لشرح نظريتي عن الاقتصاد المعاصر.
في قديم الزمان كان أساس التعاملات التجارية هو الذهب، وكان الذهب يستخدم لتقييم ثروة أحدهم وممتلكات الآخر حتى قيمة النقود كانت تحسب على أساس ممتلكات الذهب للأفراد أو للدول. إلا أن هذا الوضع تغير مع اكتشاف النفط وبداية عصر الاستهلاك الكمي للطاقة.
لنأخذ المثال التالي، موظف يعمل مهندس للتصميم في أحد الشركات مرتبه 100 وحدة نقدية، يقوم هذا الموظف بصرف مرتبه على الطعام والترفيه والمواصلات وبعض الادخار، أين الذهب في الموضوع؟ في الواقع لا يوجد أي ذهب. إن ما يتقاضاه مهندسنا العزيز هو ثمن الطاقة التي يبذلها في عمله، وبالتالي يقوم بصرف هذه النقود التي تلقاها ثمناً للطاقة في شراء واستهلاك طاقة أخرى من طعام وتلفاز وترفيه ومواصلات..الخ. إذا عكسنا الرؤية للموضوع على الشكل التالي، إن الـ 100 وحدة النقدية ستبقى ذات قيمة ثابتة تدور وتتنقل من يد شخص إلى يد شخص آخر (أي من يد مهندسنا العزيز إلى يد الخباز والجزار، وبائع الحليب وجابي الحافلة) على حساب صرف الطاقة عند انتقال النقود من يد شخص إلى يد شخص آخر (مثلاً، عند انتقال بعض النقود من يد المهندس إلى يد الجزار، يتلقى المهندس بعض اللحم والذي بطبيعة الحال سيكون مصيره الاستهلاك البشري وبالتالي صرف الطاقة المختزنة في هذا اللحم). بعبارة أخرى، أننا في الواقع نشتري يومياً سلع مستهلكة غير قابلة للتجدد (طعام، وقود...الخ) باستخدام نقود ثابتة القيمة غير مستهلكة، وهنا هي مصيبة الاقتصاد الحالي.
أين المصيبة؟ لنتخيل السيناريو التالي، لنفترض أنه لم يعد هناك أي إنتاج للطاقة في العالم، أو بمعنى آخر توقف إنتاج الوقود (بجميع أشكاله الأحفوري، والنووي، والطاقات المستدامة..الخ) في تلك اللحظة لن يكون للنقود أي قيمة لأنه لن يكون هناك أي مواصلات تتحرك لتركب، أو أي لحم مبرد ليباع، أو أي تلفاز يعمل ليشاهد. وهذا ما عنيته باقتصاد الطاقة، فقيمة النقود تقدر بمقدار ما يمتلك كل منا من طاقة.

هل فكرت يوماً ما الذي سيحدث إن أراد جميع المزارعين في العالم التوقف عن العمل، والذي هو في الواقع أهم تحويل للطاقة في العالم (تحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية مختزنة في النباتات)؟ أنا شخصياً لا أريد أن أتصور ذلك اليوم.

الأحد، 8 مارس 2009

حشائش الحيرة


حشائش الحيرة

اليوم رأيت عبارة للمرة الأولى هي "莫煩悩"، مصطلح "煩悩" الذي يلفظ باللغة اليابانية "بونّو" أصله من الديانة البوذية ويلفظ بالسنسكريتية "كليشا" يعني الحيرة أو تشتت الذهن أو فقدان التركيز، في البوذية يعتقد أن المصدر الأساسي لتشتت الذهن هو الجشع، أو الكره أو الغرور. أما إضافة كلمة "莫 " التي تلفظ "باكو" تعني "لا تدع" بصيغة الأمر وبهذا يصبح اللفظ الكامل للعبارة "باكو بانُّو" ومعناها "لا تدع الحيرة تتسرب إلى نفسك".

عندما رأيت تلك العبارة أخطأت في تهجئة حرف "莫 " إلى حرف "草 " الذي يشبهه إلى حد بعيد والذي يلفظ باليابانية "كوسا" وتعني حشائش أو أعشاب، ومن هنا فسرت معنى الكلمة على أنها حشائش الحيرة من أجل التحفيز على قلع حشائش الحيرة والتشتت من النفس.

يومياً، نصادف الكثير من الناس ونسمع الكثيرمن الأخبار ونرى الكثير من الصور والمشاهد، وأحياناً تنتاب الإنسان حيرة في التفرقة بين الصحيح والخاطئ أو حتى بين الصحيح والصحيح فتكون دورات من التردد والحيرة. الحل ليس بالانعزال بل بالاختلاط ولكن الصواب لا بد أن ينبع من النفس وليس من الآخرين. وهنا يكون اقتلاع حشائش الحيرة مفيداً ! حشائش الحيرة تغطي أزهار العزم وإن لم تشذب بين الحين والآخر فإنها ستطول بحيث لن ينفع معها أي مقص أو آلة جز عشب.

الثقة بالنفس هي الحل، اعمل ما تراه صحيحاً بكل ثقة ولاتتردد في سقاية حشائش الحيرة في رؤوس الآخرين، فحشائش الحيرة لن تموت مازال الجشع والكره والغرور يقبع في رؤوس الناس حول العالم.

الخميس، 5 مارس 2009

بيضة دكتور في الفلسفة


لمَ هذه المدونة؟
مؤخراً نشطت بشكل كبير على شبكة الإنترنت في ما يدعى باسم النشر الإلكتروني وخصوصاً على مواقع مؤسسة ويكيميديا المتعددة وأكثرها موقع ويكيبيديا العربية، ولكن ذلك النشر الذي يجب أن ينشر المعلومة أكثر مما ينشر ما في رأسي من أفكار لم يغطِّ كامل ما يجول في خاطري فقررت بداية هذه المدونة، وآمل أن تكون من المشاريع الطويلة الأمد مع أني لست متفائلاً كثيراً :(

لماذا العنوان "مذكرات بيضة دكتور في الفلسفة"؟
من المفترض بي بعد فترة من الزمن (لا تقل عن سنتين) أن أصبح دكتوراً في الفلسفة، ولكن ليس الفلسفة التي يعرفها الجميع بل في فلسفة الهندسة. وكان السؤال الذي يجول في رأسي على الدوام، هل هو صحيح تسمية PhD "دكتوراه في الفلسفة" مع أنه يحصل على هذه الشهادة في اختصاص يكون على الأرجح لا علاقة له بالفلسفة. وكنت أجيب نفسي دائماً بـ "نعم". كان عندي صديق يدرس الفلسفة وكان دائماً يفتخر بقوله أن "الفلسفة هي أم العلوم"، على الرغم من اختصاصي في الهندسة إلا أن أغلب الأفكار الجديدة تنبع من أفكار فلسفية أو تحليلية للطبيعة ولظواهر طبيعية يتم عكسها بقوانين فيزيائية على أرض الواقع. ومن هنا تأتي هذه المدونة لتدون الأفكار الفلسفية التي تدور في رأسي أحياناً (قد يكون الكثير منها خاطئاً لذلك أرجو عدم اعتمادها حرفياً) والتي أغلبها ينبع من ظواهر فيزيائية أو هندسية أو رياضية ولتكون دليلاً صغيراً على أهليتي للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة حتى لا يعذبني ضميري بعدم قدرتي على وضع الأفكار الفلسفية.

أما كلمة بيضة فأصلها من الثقافة اليابانية "〇〇の卵" تعني حرفياً "بيضة كذا" أما من حيث المعنى فتعني "شيء ما زال في مرحلة الحاضنة" مثلاً نقول "بيضة مهندس" عن طالب في كلية الهندسة وهكذا.

أرجو أن لا تكون مدونتي مملة، ولا تترددوا في إضافة تعليقات لتحسين المدونة.


 
Free counter and web stats