الأحد، 31 مايو 2009

عندما يتحول الصديق عدوا

في الحروب، تكون مهمة جهاز الاستخبارات هو الحصول على معلومات عن حالة العدو وتحركاته وفهم آلية تصرفه في الحالات المختلفة ومعرفة نقاط ضعفه وآلية رده فعله لتسهل عمليات الهجوم والحفاظ على أمن القوات الحليفة. ماذا إن كان هذا العدو سابقا صديقا له؟ ستكون معظم تلك المعلومات معروفة مسبقا. هذا لا ينطبق فقط على حالات الحروب والتي تكون الأمور فيها أعقد بكثير من مجرد وجود دولة معادية أم صديقة، بل تمتد إلى المجتمع. حالات الطلاق المستعصية هي تنطبق عليها تلك العبارة تماما "الصديق يتحول إلى عدو" كلا الزوجان كانا قد عاشا مع بعضهما البعض، وفهما كل منهما الآخر نقاط ضعفه. ما يحدث من مشاكل في الشركات والتعاملات التجارية تنطبق أيضا فيها في الكثير من الحالات. عندما يتحول الصديق إلى عدو يكون الهجوم أقسى وأعنف سواء على المستويين المادي والمعنوي.

إذا ما الحل؟ إن كنا سنتوقع أن الصديق قد يتحول إلى عدو في أي لحظة، عندها لن يصبح هناك أصدقاء في هذا العالم. الحل هو في الصداقة التدريجية، أو بشكل آخر الدبلوماسية. اكشف أوراقك لصديقك عندما تظهر حسن نيته شيئا فشيئا، وتوقف عن ذلك عند ظهور سوء النية، سيكون لديك دائما ورقة رابحة تستطيع استخدامها عند الطوارئ في حماية نفسك من هجمات الصديق الذي تحول إلى عدو والتي ستكون هجمات قاسية ومريرة.

الثلاثاء، 26 مايو 2009

شعرة بيضاء


كانت قد ظهرت الشعرات البيضاء منذ زمن، ربما أكثر من عام. إلا أن اليوم هو أول يوم أقلع واحدة منها وأصورها. هي فعلاً بيضاء، ذكرتني بخيوط النايلون البيضاء التي كانت تستخدمها أمي في صنع أساور الخرز، إلا أن تلك كانت شفافة أما هذه فلا. وإن شفت فهي تشف عن تقدمي في السن الذي لا يرعبني مثل ما يرعبني التفكير بأن ما فعلته إلا الآن في عمري لا يساوي قيمة هذه الشعرة البيضاء التي اقتلعتها. أرجو أن أوفها حقها في يوم من الأيام.

الاثنين، 25 مايو 2009

إنفلونزا الخنازير

عندما سمعت اسم المرض للمرة الأولى، خطر على بالي ما سأكتبه اليوم، إلا أن اليوم فقط حان الوقت لكتابته. قل لتلميذ في صف الخامس لعائلة مسلمة محافظة كلمة "خنزير" وسيقول لك "حرام"، فما بالك بأن تقول للعالم ظهر "إنفلونزا الخنازير" في العالم الغربي، ستكون هذه أكبر تسلية لجهلة العالم الإسلامي لعقود على الأقل.

عندما سمعت اسم المرض، قمت فوراً بفتح صفحة غوغل وكتابة "انفلونزا الخنازير إسلام" لكن لم أوفق في ما كنت أصبو إليه. بعد ذلك اليوم نسيت الأمر، اليوم وصل إيميل من عشرات الإيميلات السوداء التي أصبحت أحذفها من عنوانها فقط لكن هذا الإيميل كان عنوانه ما كنت أبحث عنه قبل عدة أشهر "حقيقة وباء الخنازير" وما أن فتحت الإيميل وبنظرة سريعة توقفت عيني على كلماته المفتاحية مثل "وهذه من حكمة المولى عز وجل في تحريم الخنزير"، "ما ظهرت هذه الأمراض إلا نتيجة الفسق والعصيان" هذا ما كنت أبحث عنه! أحد علماء الإسلام ألقى خطبة بعنوان "جند من جنود الله يستيقظ"، واصفاً "إنفلونزا الخنازير" بأنه سلاح من أسلحة الله.

لماذا نفعل هذا بأنفسنا ونضحك الناس علينا؟ لِمَ لَمْ يتفوه أحدهم عندما انتشر "إنفلونزا الطيور" أو "جنون الأبقار"؟ هل لأن الأول قد تفشى في دول العالم الإسلامي أكثر من تفشيه في أي مكان العالم؟ أم لأن لحم الطير والبقر لم يحرمه الله. ما هي علاقة تحريم لحم الخنزير بـ "إنفلونزا الخنازير" الذي هو عبارة عن فيروس لا يمت إلى الخنزير سوى أنه نشأ منه، وبات ينتقل من الإنسان إلى الإنسان؟ هل أمر الله سبحانه وتعالى بإهلاك الخنازير في العالم أجمع، أم كل ما نهى عنه هو تناول لحومها؟

رجاء أوقفوا المهزلة، والافتراء على لسان الله للحصول على الشهرة بين الناس وتجميد عقولهم. رجاء أوقفوا المهزلة، لكي لا يبصق أطفالنا علينا وعلى ما نورث لهم من خرافات تصنعها عقولنا الصغيرة. رجاء أوقفوا المهزلة... !!
 
Free counter and web stats