الجمعة، 21 أغسطس 2009

عيون النعام للسوريين؟

وصل إلى بريدي منذ عدة أيام أحد الرسائل الممررة (التي أكرهها) تتحدث عن مشروع في سورية يهدف إلى زرع قرنيات النعام للمكفوفين، بالإمكان الاطلاع على تفاصيل الموضوع على هذه الوصلة.

في الواقع لست متخصصا لا في الطب ولا في الطب البيطري لكن دفعني الفضول عن موضوع أسمع به للمرة الأولى للبحث في الأمر فأمضيت بضع ساعات متنقلا بين مواقع الإنترنت وإليكم ما تمخض عنه البحث، الذي هو عبارة عن نتائج شخصية قد تكون خاطئة.

تشير الكثير من المقالات عن النعام إلى احتمالات وجود تطبيقات لزرع قرنية النعام في الإنسان، لكن لم أجد أي بحث منشور علميا في مجلة معترف بها عن تفصيلات تجارب بشرية سابقة. وهذه بعض الوصلات التي ذكرت إمكانية إجراء مثل تلك العمليات على هذه الوصلة وهذه.

هذه المقالات لا تتعدى وصف هذه النتائج بكلمات مثل "إدعاءات" أو "احتمالية استخدام"
possible use, claims
لقرنيات النعام في عمليات نقل القرنية إلى الإنسان، ولم أجد أي ذكر لتفاصيل أي أبحاث جرت أو تجارب بشرية سابقة.

بحث آخر لفت انتباهي نشر باللغة الصينية في العام 2005 يتحدث عن رفض زرع قرنية النعام في الأرانب
الوصلة التالية توضح عنوان البحث باللغة الإنكليزية أما الملخص فهو باللغة الصينية على هذه الوصلة.

إن صياغة المقال الذي أشرت إليه في بداية رسالتي انتشر بشكل كبير في المنتديات ومواقع الإنترنت والذي لا تتجاوز صياغتها أكثر من مجرد صياغة إعلانية مليئة بالمشاعر الفياضة للدكتور ولمشروعه وللشركة المشرفة على المشروع بدعوى إنقاذ قرنيات أكثر من 50 ألف مواطن سوري، طبعا بغض النظر عن الديباجة التي في مقدمة المقالة عن سوء حال بنك القرنيات السوري الذي في الواقع يبيع القرنيات للمواطنين.

يبدو أن شركة أوبتيميد (التي أشير إليها في أكثر من مكان على أنها مؤسسة) هي شركة معدات طبية عينية مقرها في بريطانيا وهذا هو موقعها على شبكة الإنترنت، من خلال البحث ولم أجد أي منشور يتعلق بدراسات قامت بها الشركة أو أي أبحاث تمت بقيامها بأي عمليات زراعة قرنية للبشر من النعام.

بحسب معرفتي البسيطة، فإن الأبحاث التي تجرى لتطوير الأدوية الجديدة أو وسائل العلاج الجديدة تمر بالكثير من الوقت قبل أن تطبق على نطاق واسع على البشر (قد تمتد إلى حوالي 10 أعوام) تجري خلالها الكثير من التجارب على الحيوانات. ولكن أن تأتي شركة بريطانية بتمويل بحث لإجراء عمليات زرع لقرنية على الإنسان مباشرة في بلد أجنبي (والذي هو سوريا) بتمويل من الشركة دون أي سوابق لذلك النوع من العمليات سواء في بريطانيا أو في أي دولة أخرى يطرح الكثير من الشكوك حول الموضوع، في أن الشركة في الواقع تمول ذلك المشروع كجزء من ميزانيتها للأبحاث لإجراء عمليات الزرع على الإنسان في سوريا ربما لتساهل القوانين الطبية فيها، أو تساهل القائمين على سن القوانين الطبية لسبب ما أو لآخر قد يتراوح بين الجهل بما يجرى في العالم الخارجي إلى التعاطف مع حالات المرضى المتزايدة التي تحتاج لعمليات نقل القرنية.

تبقى تلك استنتاجات شخصية من شخص غير مختص، تحتمل الخطأ أو تحتمل الصواب ولكن يبقى عاتق تقديم التفسيرات على ما يجري على أرض الواقع من قبل القائمين على المشروع والمسؤولين عن القوانين الصحية في سوريا، قبل أن نرى بعض المواطنين السوريين ينظرون إلينا بعيون النعام، أو أن لا يبقى أثر على الإطلاق لأولئك المواطنين بعد وصول النعامات بعيونها البراقة.

هناك تعليق واحد:

  1. إن قمنا بتوسيع دائرة التساؤل قليلاً، هل تم اعتماد أي بديل حيواني إلى اليوم في عمليات زراعة الأعضاء البشرية؟ طبعاً إذا استثنينا التجارب التي تتناولها وسائل الإعلام.

    ردحذف

 
Free counter and web stats