الاثنين، 13 يوليو 2009

عندما يتحول الدين إلى علاقة اجتماعية

منذ عدة سنوات أذكر أحد الأصدقاء البرتغاليين أخبرني أنه يتفاجأ عندما يستمع لحديث بين شخصين من بلدين مسلمين، حيث يسأل أحدهما الآخر، هل أنت مسلم وعندها تبدأ علاقة من المفترض لها أن تكون قوية.
نعم، حقا الأمر يستحق المفاجأة، عادة عندما يلتقي اثنان من بلدين مختلفين من المفترض لهما أن يتبادلا الحديث عن بلدهما المختلف ويعرفا بأنفسهما، أما عند وجود علاقة دينية مشتركة بينهما يعتبرها الكثيرون نقطة من نقاط التواصل (قد تكون ذلك إلى حد بعيد) بين الأفراد من دول مختلفة إلا أنها تبقى قاصرة على حدود معينة لا تتعدى المعتقدات أو الشعائر الدينية، وينقصها الكثير من أمور اللغة ومفردات ثقافة البلدين بما فيها العادات والتقاليد والطعام واللباس وغيرها.
عندما يتحول الدين إلى أحد أساليب الربط الاجتماعي تظهر الكثير من الثغرات في العلاقة، وذلك بسبب تجاهل الكثير من عناصر ثقافة الآخر الأخرى واعتبار تصرفاته باطنيا نسخة من التصرفات الذاتية وأي شيء شذ عن ذلك فذلك شذوذ على الدين، وهذا سيؤدي في معظم الأحيان إلى سوء العلاقة لا تقويتها.
عندما يتحول الدين إلى أسلوب من أساليب الربط الاجتماعي حتى بين أبناء الدولة الواحدة تبدأ مشاكل التمييز المبني على أساس العقيدة، واستضعاف الأقليات، واستقصاء المختلف.
عندما يتحول الدين إلى أسلوب من أساليب الربط الاجتماعي، تبدأ العداوة بين المجموعات وتكون الغلبة (التي قد تنتهي بأسوأ صورها بسفك الدماء) للأقوى.
عندما يتحول الدين إلى أسلوب من أساليب الربط الاجتماعي تضعف أي احتمالات أخرى للتفاهم بين الأشخاص أو تكوين صداقات بينهم، ويقسم الناس إلى أبيض وأسود أو بتعبير آخر "من ديني" و "من غير ديني"
عندما يتحول الدين إلى أسلوب من أساليب الربط الاجتماعي تبدأ العزلة، ويبدأ كره الآخر، ويبدأ صراع الغاب.
عندما يتحول الدين إلى أسلوب من أساليب الربط الاجتماعي تنتهي الحضارة، هذا إن قدر لها الولادة أصلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Free counter and web stats