من أحد آداب وسائل النقل التي كنت قد تربيت عليها صغيرا هي منح المقعد الذي أجلس فيه إلى أي شخص مسن أو امرأة. في وسائل نقل الدول المتقدمة تلاحظ الكثير من اللافتات في وسائل النقل تحث الركاب على منح المقاعد لجلوس المرضى، وكبار السن أو الحوامل أو المعوقين حركيا. أذكر مرة أني كنت قد أنهيت عملية تبرع بالدم وتوجهت لركوب مترو الأنفاق، وكنت في حال يرثى لها يبدو أنها انعكست على وجهي بشكل أو بآخر مما اضطر أحد الركاب إلى الانتباه لحالتي وإجلاسي في مكانه. كانت من حالات اللطف التي لن أنساها وبريق القلق ينبع من عينيه على لون وجهي المتعب.
على العموم ليس هذا موضوعنا اليوم، السؤال المطروح هو هل ينبغي منح الفرصة للجلوس للأشخاص الآخرين فقط بالنظر إلى أنهم كبار السن أو معاقين أو حوامل؟ من يدرس نفسية الشخص المعاق، يدرك بسهولة أن أكثر شيء يكرهه الشخص المعاق في هذه الحياة ليس هو إعاقته بحد ذاتها، بل كل ما يذكره بإعاقته. يكون المعاقون لفترات طويلة معتادون على نمط معين للحياة يقترب بشكل كبير من نمط الحياة اليومية للأشخاص العاديين سواء من ناحية توازن الأعضاء أو البصر ... الخ. عند عرض فرصة الجلوس من شخص سليم لشخص معاق دون أي طلب من الشخص المعاق أو ظهور احتمالية لوقوعه أثناء تحرك عربة النقل، فإن ذلك قد يشعر الشخص المعاق بشعور قد يجرحه وذلك لتمييزه عن الآخرين فقط بسبب إعاقته وإشعاره بأن إعاقته تمنحه مزايا أو على الأقل تميزه عن الآخرين في حين قد يود أن يعامل بشكل متساوي مثل جميع الركاب الآخرين.
ينطبق الشيء ذاته على منح فرصة الجلوس للأشخاص المسنين، فليس كل شخص مسن يعني أنه قد فقد القدرة على التوازن أو التحكم بجسمه، فعند عرض فرصة الجلوس له قد يؤدي إلى شعوره بكبر السن والتأثير على نفسيته وقد يبدأ بالتفكير بأن الناس من حوله يعتقدون أن نهايته قد اقتربت لذلك يمنحونه العطف.
في العرف العام، ينظر المجتمع إلى من يمنح كرسيه في وسائل النقل للأشخاص الآخرين على أنه شخص لبق ويحترم الآخرين، بينما في الوقت ذاته قد يكون ذلك الفعل قد أثر على نفسة من منح له الكرسي على أنه معاق اجتماعيا وذلك من أبسط أشكال التمييز الاجتماعي.
الآن نعود إلى بداية الحديث، إذا ما افترضنا أن المعاقين أو المسنين فعلا قد يحتاجون للجلوس، ما المعنى من وراء إعطاء الأماكن للجلوس للنساء في بعض الدول العربية أو الإسلامية؟ هل كل النساء حوامل؟ طبعا لا. نعم قد يكون نوع من أنواع اللباقة الاجتماعية، ولكن قد يشعر بعض النساء بأن تلك الكراسي تمنح لهم من قبل المجتمع (حتى وإن لم يصرح بذلك) كدليل على نقص فيهم أو كبرهان على ضعف مما يشعرهم بالتمييز الاجتماعي.
أنا قطعا لست ضد اللباقة ومنح الكراسي للآخرين الذين يبدو عليهم الحاجة فعلا للجلوس، لكني باختصار ضد إبراز الذات كشخص لبق مقابل منح فرصة الجلوس للآخرين أو للنساء في الأماكن العامة والتي قد تشعر البعض بنوع من التمييز الاجتماعي سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر.
على العموم ليس هذا موضوعنا اليوم، السؤال المطروح هو هل ينبغي منح الفرصة للجلوس للأشخاص الآخرين فقط بالنظر إلى أنهم كبار السن أو معاقين أو حوامل؟ من يدرس نفسية الشخص المعاق، يدرك بسهولة أن أكثر شيء يكرهه الشخص المعاق في هذه الحياة ليس هو إعاقته بحد ذاتها، بل كل ما يذكره بإعاقته. يكون المعاقون لفترات طويلة معتادون على نمط معين للحياة يقترب بشكل كبير من نمط الحياة اليومية للأشخاص العاديين سواء من ناحية توازن الأعضاء أو البصر ... الخ. عند عرض فرصة الجلوس من شخص سليم لشخص معاق دون أي طلب من الشخص المعاق أو ظهور احتمالية لوقوعه أثناء تحرك عربة النقل، فإن ذلك قد يشعر الشخص المعاق بشعور قد يجرحه وذلك لتمييزه عن الآخرين فقط بسبب إعاقته وإشعاره بأن إعاقته تمنحه مزايا أو على الأقل تميزه عن الآخرين في حين قد يود أن يعامل بشكل متساوي مثل جميع الركاب الآخرين.
ينطبق الشيء ذاته على منح فرصة الجلوس للأشخاص المسنين، فليس كل شخص مسن يعني أنه قد فقد القدرة على التوازن أو التحكم بجسمه، فعند عرض فرصة الجلوس له قد يؤدي إلى شعوره بكبر السن والتأثير على نفسيته وقد يبدأ بالتفكير بأن الناس من حوله يعتقدون أن نهايته قد اقتربت لذلك يمنحونه العطف.
في العرف العام، ينظر المجتمع إلى من يمنح كرسيه في وسائل النقل للأشخاص الآخرين على أنه شخص لبق ويحترم الآخرين، بينما في الوقت ذاته قد يكون ذلك الفعل قد أثر على نفسة من منح له الكرسي على أنه معاق اجتماعيا وذلك من أبسط أشكال التمييز الاجتماعي.
الآن نعود إلى بداية الحديث، إذا ما افترضنا أن المعاقين أو المسنين فعلا قد يحتاجون للجلوس، ما المعنى من وراء إعطاء الأماكن للجلوس للنساء في بعض الدول العربية أو الإسلامية؟ هل كل النساء حوامل؟ طبعا لا. نعم قد يكون نوع من أنواع اللباقة الاجتماعية، ولكن قد يشعر بعض النساء بأن تلك الكراسي تمنح لهم من قبل المجتمع (حتى وإن لم يصرح بذلك) كدليل على نقص فيهم أو كبرهان على ضعف مما يشعرهم بالتمييز الاجتماعي.
أنا قطعا لست ضد اللباقة ومنح الكراسي للآخرين الذين يبدو عليهم الحاجة فعلا للجلوس، لكني باختصار ضد إبراز الذات كشخص لبق مقابل منح فرصة الجلوس للآخرين أو للنساء في الأماكن العامة والتي قد تشعر البعض بنوع من التمييز الاجتماعي سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق